رئيس اتحاد الوطن العربي يتحدث عن أهمية قراءة القران

مما لاشك فيه أن الْعِنَايَةَ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ ؛ فَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ ، وَالْهِدَايَةُ لِمَنْ أَرَادَ الْهُدَى ، وَخَيْركُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ .
وَهُوَ طُمَأْنِينَةٌ لِلنُّفُوسِ وَالْقُلُوبِ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ ؛ لَا رِيحَ لَها ، وَطَعْمَهَا حُلْوٌ .
وَالَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ ، وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ !
لِذَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَعْتَنِيَ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عِنَايَةً فَائِقَةً ، وَتَكُونُ الْعِنَايَةُ بِكِتَابِ اللَّهِ بِأُمُورٍ مِنْهَا :
أَوَّلًا: بِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ بِأَنْ يَهْتَمَّ الْمُسْلِمُ بِتَصْحِيحِ التِّلَاوَةِ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «خَيْركُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاريُّ ، وَلَا سِيَّمَا سُورَةُ الْفَاتِحَةِ ؛ لِأَنَّ قِرَاءَةَ سُورَةِ الْفَاتِحَةِ فِي الصَّلَاةِ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا أَمْرٌ عَظِيمٌ ؛ وَهُوَ قَبُولُ الصَّلَاةِ مِنْ عَدَمِ قَبُولِهَا ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» رواه البخاريُّ ومسلمٌ ؛ يَعْنِي سُورَةَ الْفَاتِحَةِ ؛ لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُصَحِّحَ تِلَاوَتَهُ لِسُورَةِ الْفَاتِحَةِ .
ثَانِيًا: يُكْثِرُ مِنْ تِلَاوَتِهِ ، فَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ؛ لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلَامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذيُّ وهو حديثٌ صحيحٌ .
فَهَذَا فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ ؛ فَلَا تَحْرِمْ نَفْسَكَ مِنْ هَذَا الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» رواه مسلمٌ .
ثَالِثًا : حِفْظُ مَا يَتَيَسَّرَ مِنْهُ ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ﴾ .
رَابِعًا : تَدَبُّرُهُ وَتَأَمُّلُ آيَاتِهِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالهَا﴾ ، وَقَالَ : ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ .
وَالتَّدَبُّرُ يَحْصُلُ بِمَعْرِفَةِ مَعْنَى الْكَلِمَاتِ وَالْآيَاتِ ، ومعرفةِ سَبَبِ النُّزُولِ وتَّفْسِيرِ السَّلَفِ لِكَلَامِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ .
خَامِسًا: مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَ مِنْهُ ، وَقَرَأَهُ وَتَدَبَّرَهُ ؛ فَإِنَّ ثَمَرَةَ ذَلِكَ كُلِّهِ هُوَ الْعَمَلُ بِالْقُرْآنِ ؛ بِأَنْ تُحِلَّ حَلَالَهُ وَتُحَرِّمَ حَرَامَهُ، وَتَـمْـتَثِلَ لِأَوَامِرِهِ ، وَتَجْتَنِبَ نَوَاهِيَهُ ، وَأَنْ تَعْتَقِدَ أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ ؛ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَأَنَّهُ حَقٌّ لَا يَأْتِيه الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا من خَلْفِهِ .
اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ مِنَ الْعَمَلِ بِالْقُرْآنِ الرُّقْيَةُ بِهِ عَلَى الْمَرِيضِ ؛ سَوَاءٌ مَرَضًا عُضْوِيًّا أَوْ رُوحِيًّا ؛ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ ، وَقَالَ سُبْحَانَهُ : ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ .
وَلَمَّا قَرَأَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ سُورَةَ الْفَاتِحَةِ عَلَى سَيِّدِ الْقَوْمِ ؛ فَلَمَّا عَلِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ قَالَ : «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟» رواه البخاريُّ ومسلمٌ .
ولكنْ يجبُ عند الرٌّقيةِ أنْ يلتزمَ الرقاةُ الطرقَ الشَّرعيةَ والنظاميةَ عند الرقيةِ الشرعيَّةِ ، ومن ذلك تحريمُ دخولِ النساءِ على الراقي دونَ محرمٍ وعدمُ استغلالِ المريضِ نفسيَّا وماليَّا . .
اللهُمَّ ثَبِّتْ قلوبَنا على الدينِ ، اللهُمَّ اجعل القرآنَ ربيعَ قُلوبِنا ، ونورَ صُدورِنِا ، وجَلاءَ أحزَانِنِا ، وذهابَ هُمُومِنا ، اللهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المهمومين من المسلمين ، ونَفِّسْ كَرْبَ المكروبين ، واقضِ الدينَ عن المدينين ، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين .
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين ، وأذلَّ الشركَ والمشركين ، ودَمِّرْ أعداءَك أعداءَ الدين ، واجعلْ هذا البلدَ آمناً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين ، اللهم آمِنَّا في دورِنا ، وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا ، اللهم وَفِّقْ ولاةَ أمرِنا لما تحبُّ وترضى ، وخُذْ بنواصيهم للبرِّ والتقوى ، اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمين في كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين
اللهُمَّ اغفرْ لنا ولآبائِنا وأمهاتِنا ، وأَصْلِحْ قلوبَنا وذريَّاتِنا وأزواجَنا ، ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾ .